نحو طبع أغلفة روايات دون مضمون !

كتبت إحداهن أنها لن تقتني من صالون الجزائر الدولي للكتاب إلا روايات غبرييل غرسيا ماركيز، إليف شافاق،وربما أيضا غسان كنفاني وواسيني لعرج. ورد آخر معك حق؛ فكل الروايات الشابة التي يعلن عنها اليوم لا تخلو من لمسات أحلام مستغانمي الشاعرية رغم أن العديد منهم فشل في أن يكتب مثلها! في صفحات ومجموعات مهتمة بالأدب يحدث هذا يوميا وغيره من التعليقات الساخرة من الكتاب الجدد تحت كل عبارة "مبروك" على كل إصدار جديد؟
قد يبدو للعديد ممن يتابعون الادب أو يقرؤون الروايات أنه من الفخر بالنسبة لهم أنهم يقرؤون لأسماء مثل ماركيز وباولو كويلو... ، وقد يكون انتقاصا من اهتماماتهم أن ينزلو إلى البداية ليقولوا أنهم يتوقون لقراءة رواية جديدة لكاتب جديد، حتى أن بعضهم يذهب إلى أبعد من ذلك فلا يذكر اسماء الكتاب العرب أبدا وتجده بكل ثقة  يتغنى بالأدب الأجنبي الكلاسيكي المترجم !
فكلما سأل أحدهم في الصفحات الفايسبوكية أي كتاب تقرأ الآن؟  تجد أن الجميع في رحلة إلى عالم الرواية الغربية؛ حتى أن بعضهم لا يتوانَ في الإفصاح عن سبب ذلك وهو أن الرواية الجزائرية الشابة تحديدا كلها عبارة عن خواطر وبوح وجنس وإذا ما سألته كم من رواية جزائرية قرأت تجد أنه يضيع ليعود إليك بعناوين لا يعرف حتى قصتها الكاملة، لأنه ببساطة لم يطلع عليها ! رغم أن دور النشر الجزائرية وغيرها تنتج كل عام العديد من الروايات المختلفة المواضيع والعناوين اللافتة، والعديد من الأسماء تضاف كل عام إلى قائمة الروائيين الشباب الذين لا يجدون لهم مكانا في خضم الثرثرة الأدبية النقدية على فيسبوك وفي ظل الانتقادات اللاذعة. فمع ميلاد كل روائي جديد نجد آلاف الألسنة الناقدة دون جدوى، والتي تحاول أن تعري الكاتب من أهمية إنجازه بالنسبة له على الأقل  فتحبطه بكم هائل من العبارات المبطنة بالسخرية والتهكم.
إن القضية أن العديد من الكائنات الفايسبوكية اليوم سواء كانوا قراءا عاديين أو أدباء أو نقاد أو مهتمين يتعاملون بنفس المستوى مع كل انتاج أدبي؛ يضربون عدد صفحات الرواية وموضوعها عرض الحائط ويقفون عند العنوان يفككونه ويحللونه ويتخيلون منحى الرواية من خلاله وينتقدونه بشدة ثم يرمون دور النشر بوابل من الانتقادات لأنها تساهم في تجسيد وضع أدبي غير صحي حسب تعبيرهم!
 إن الحاجة إلى نقد أدبي جدي في الآونة الأخيرة تحديدا مع العدد الكبير للروايات التي تصدر كل عام أصبحت ملحة جدا لأنه وإن ظل الوضع على هذا المنوال فإن دور النشر مع الوقت ستتجه لإنتاج أغلفة روايات دون مضمون مادامت القراءة تتوقف عند العنوان ومادام الناقد الفايسبوكي يمكنه أن يقرأ رواية كاملة من خلال عنواها!
مريم نريمان نومار

عن ذاكرة المكان والأشياء !


لم أكن لحظتها أسير في طريق عادي كانت مدينة مفعمة بالحياة ليس بعدد السواح القادمين من كل مكان؛ بل بحجم الروح التي تملأ المكان كم شخصا عاش هنا وكم قصة شهدت كل زاوية منها، كم رجلا ساهم بنحت هذه الجبال وكم طفلا ركض هنا في هذا المكان ..كم اعترافا وكم من دمعة ذرفت في هذه الزاوية.. وكم من ضحكات تعالت هنا وهناك؟!
هذا ما تفعله بي الأماكن الاثرية عندما أزورها وهذا ما فعلته بي البتراء ...ونفس المشاعر ولحظات التأمل تنتابني أمام المقتنيات الأثرية التي رحلت عبر الأزمان لتأتي إلينا وأنا أحملها بين يدي أو أتأملها.. العديد من القصص تتوالى على ذاكرتي ...ماذا لو تكلمت هذه الأماكن أو هذه الأشياء كم قصة ستحكي ؟

إن القصة مرتبطة بفكرة أن الأشياء التي تجالسنا اليوم تعيش معنا كل اللحظات تلك المزهرية الموضوعة في ذلك الركن، ذلك الكرسي، تلك القطعة النحاسية وحتى تلك الدمية ؟؟ إنها تحمل ذاكرة مرتبطة بذاكرتنا تحمل الكثير من القصص والعديد من الكلمات وتحفظ الكثير من الوجوه وكلما عدنا لنجلس إلى ذواتنا نتأملها فتفيض القصص بداخلنا والتي كانت هذه الأشياء شاهدة عليها دون غيرها !




رسالة إلى مارك زوكربيرغ

عزيزي مارك..
لم أقف يوما مترددة عند فتحي للفيسبوك مثلما وقفت اليوم أمام عبارة what's on your mind. ورغم أنني مهتمة بهذا الفضاء الذي فتحتَ لنا المجال لنكون فيه، ورغم أنني قدمت العديد من الدراسات في نفس الموضوع إلا أنني ضِعتُ بين ما كتبته أنت وماذا تقصد به وماذا فهم منه الاخرون وكيف  فهمته  أنا..!
عزيزي مارك..
أنا أستاذة جامعية في مجال الاعلام والاتصال أحب الاعلام وأحب الحديث فيه  ويأخذ جلّ وقتي لأنه محور المحاضرات التي أقدمها .لكنني أيضا أحب الأدب وأحب أن أكتب بعض الخربشات على هذا الجدار ولدي مشروع أدبي يشغلني كثيرا .. ولعل الكتابة والقراءة هي عالمي الذي أجد فيه نفسي وتخطر على بالي كلما قرأت هده العبارة وأنا أفتح الفايسبوك !
أنا أيضا فتاة تشغلني أمور عائلتي وتشغلني أمي وذكرى أبي ولدي أصدقاء من العديد من البلدان يهمني أمرهم أيضا ويخطر ببالي وطني. وقضايا وطني مثلما تقفز إلى ذهني العديد من الانتقادات لما يحدث في الاعلام لكنني لست ناقدة ولا أحب أن أتكلم لمجرد الكلام أو للوصول إلى النجومية الافلة.. وأكره أن أظهر أمام كاميرات منافقة تصورني من خلال شاشة الفايسبوك وتنقلني إلى شاشات الاعلام التافهة أغلبها ...كل هذه الامور وأخرى تخطر بذهني وأنا أقرأ العبارة التي يستقبلني بها الفايسبوك وأنا أفتحه..
أنا يا مارك فتاة مهتمة أيضا بقضايا الشباب وقضايا المرأة وقضايا أخرى تخطر ببالي أيضا..
أنت يا مارك إلى جانب هده العبارة وضعت العديد من الخدمات الآخرى فإن لم يعجبني ما يخطر ببال اصدقائي تجاهلته وان أعجبني ضغطت على like. وكتبت له تعليقا فقد كان جميلا ما خطر ببالهم !
لكنني هذه المرة أقف متسمرة أمام هذه العبارة ماذا يخطر ببالك؟ والحقيقة أن كل هذه القضايا وأخرى تخطر ببالي ..ولكنني احترت عندما تفاجأت بأن بعض الأصدقاء ينتظرون مني أن أكتب ما يخطر ببالهم على صفحتي الشخصية ..ويتزاحمون مع أفكاري التي أستسيغ كتابتها وتبادلها مع المهتمين بالموضوع..
هل تعلم  لدي أكثر من 400 صديق لكل منهم اهتمام ولكل منهم أفكار أحترمها جدا ويخطر ببالهم الكثير من القضايا مثلما يخطر ببالي ..فكيف لي أن أعرف ما يخطر ببالهم جميعا وأرضيهم وأنا أعلم أن إرضاء كل الناس غاية لا تدرك ...هل تُريد الحقيقة يخطر ببالي كثيرا كلما فتحت الفايسبوك أنني قبل كل هذه الامور والمناصب  أنا إنسان ..!
صحيح مارك..لماذا كتبت what's on your mind. ولم تفكر في أن تكتب what's on your friend's mind؟
مريم نريمان

Angles of hope : feed your dream fid bladek


        اختتم يوم أمس مؤتمر Bil .dz  الذي نظمته جمعية كاسل casl تحت شعار فيد بلادك feed your dream ...بعد أيام من التعب وساعات من الخوف وخطوات من الحلم ..
 لم يكن من السهل  على مجموعة من الشباب أن ينظموا مؤتمرا بهذا الحجم لكنهم فعلوا ونجحوا في ذلك وكانوا بحق Angles of hope in Algeria كما أطلق عليهم البروفيسور محمد زيان.
المؤتمر شهد مداخلات متميزة من عدد من الشباب الناشطين في الجزائر ومن مختلف التخصصات في غياب تام للتغطية الإعلامية (عدا من تغطية برنامج 100 بالمائة شباب بإذاعة باتنة) رغم أهمية الخطوة التي قام بها هؤلاء الشباب من إمكانية منعدمة تقريبا .
لقد سعدت بتواجدي كمتحدثة ضمن نخبة من الشباب الذين يعملون لأجل التغيير الإيجابي في الجزائر ينشطون متطوعين لأجل هذا الوطن، لقد تعلمت الكثير من هذا النشاط ، تعلمت الجرأة الإيجابية من يمين قندوز وكيف بالأخلاق والقيم الإيجابية يمكننا التغيير من "أخلاق مدينة،  عنابة" وممثلوها على راسهم سيف الله  ناصري ،الذي علمنا كيف نتحرك من أجل بلدنا،  تعلمت كيف يمكن أن نحلم ونحقق أحلامنا ،تعلمت أن ملئ السنابل بحق تنحني بتواضع من نبيل زيان، تعلمت جميل التميز مع مريم يزة، تعلمت كيف لشخص أن يتعلق بأرضه بنباتاتها وبخيراتها الطبيعية وكيف يبدع في التعريف بمدينته تيسمسيلت مع عبد الوهاب شداد،تعلمت الفضول مع مالك بلولة واللغة الأنسب للتواصل مع الشباب مع مليك شاوي وكيف نقرأ مع بسام قجيبة وآخرون تعلمت منهم الكثير .
 وتعلمت العمل الجماعي مع فريق CASL : Cultural Association of Sharing Language و BIL Algeria 
وفي الاخير.. أدركت أن في كل مكان من هذه الأرض يوجد نبض يسعى إلى التغيير وأنه آن الأون لنحمل مسؤولية التغيير بدءا من أنفسنا  حتى نقدم أحسن صورة عن هذا الوطن الذي يستحق منا الكثير   thanx casl .thanx Angles of hope :)

النسخة الجديدة من قصة "طرطور والفلاح العجوز"!!


    طرطور والانتخابات!!!
 كثر المنافسون ولم يعد يملك ما يفعل فبحث عن شريك يساعده في نقل صوته بقوة..!
       ظن أنه يملك قدرة كبيرة على الإقناع؛ ظهر على إحدى القنوات لبس أجمل ما يملك وكتب كلمات طنانة استعار بعضها من إحدى القواميس،  وأخرى من خطابات قديمة، وجاء بكلمات من فرط حماسته لم يفهم المشاهد القصد منها:" لو حصلت على أكبر عدد من الأصوات بعد العاشر من ماي فسأحقق لكم كل الأحلام.. مشاريع مجانية..لا بطالة بعد انتخابي، ولن أرضى بأحلام تبقى أسيرة أشخاصها، هدفنا التجسيد ..انتخبوني حتى تضعوا خطوة أولى لحياة جديدة بعد العاشر من ماي..
حدث بالأمس أن هذه الإغراءات جاءت بنتيجة "فطرطور كتاب القراءة" مثلا أغرته الكلمات التي تشكلت في شكل قطعه حلوى وكأن لسانه بدأ يستسيغها ..فمد يده وقدم صوته وحباله الصوتيه ولم يعد يملك شيئا سوى بعض الحلم .. قدم له "البذور" وفي وقت الحصاد أخذ "الفلاح العجوز" الكرسي المصنوع بحبال طرطور الصوتية وأخذ الغلة وارتقى حتى ما عاد يرى " طرطور" ...، غادر الفلاح العجوز كتاب القراءة...!
وعاد "طرطور" إلى صفحته وحيدا يتقاسم مع الأطفال رغيف الحلم ..آلمه أن تكون مثل قصته تملأ كتاب القراءة في الابتدائي ولا يعتبر منها أحد فقرر أن يقدم للأطفال الذين أصبحوا شبابا اليوم وكبروا على قصة طرطور والفلاح العجوز" العبرة في نسختها الجديدة...
عاد موسم التبرع بالأصوات مرة أخرى، ونزل الشيخ العجوز من كرسيه كأنه بدأ يرى ظل "طرطور" على إحدى صفحات كتاب القراءة،  فقال له: كيف حالك يا طرطور..هل تذكر عندما أعجبتك ذات مرة أوراق الجزر وطلبت مني أن أعطيها لك، هل تذكر؛ لم أرفض لك الطلب وقدمتها لك وعندما طلبت مني في الجزء الثاني من القصة جذور الفول قدمتها لك ولم أرفض لك الطلب..!!
" لو حصلت على أكبر عدد من الأصوات بعد العاشر من ماي فسأحقق لك كل الأحلام..وسأعطيك الغلّة والجذور.. وسأفتح لك حسابا في الفايسبوك حتى تحصل على أرض في المزرعة السعيدة ..!!
فقال له "طرطور" بعد أن استرجع بعض صوته وكيف لا أكون بجانب شريكي في "الجزء الثالث من القصة" ولكن نعيد اللعبة من جديد...
أريد المذاق الحلو ...قبل أن أضع الحلوى في فمي ..أريد الواقع قبل أن تمنيني بالافتراض..!! 
ن.مريم نريمان

فارس يمتطي صهوة الموت ..!!

  هي الكلمات تفر من شفتي حين أحتاجها وتستكين في قلبي فيحملها ...دون أن أحس انساب الدمع على وجنتي دون أن أدري لما رحلت ..وتركتني أجالس الوحدة في صمت، بت أخاف الموت بل أكره الموت لأنه سرقك مني ..
رسالة إليك أبي ...
كيفما كانت البداية ابتدأنا ...بدمعة بابتسامة ..أو بخطوة..كيفما كانت الخطوة ..المهم أننا تقدمنا ..
   كنت أجلس ..كنت قربي ..ندعي أن الحياة قد صادقتنا..قد أسعدتنا ...ندعي أن القلب كيفما جرح سنبقيه حيا ..ربما حزن القدر..ربما عالم العيون الأزرقي لم يعد يفصل بين شجن عيوني وعيونك ..بت روحي بت قلبك ..ربما شخصنا بات الحزن ذاته ..ربما وأنا أمتطي صهوة الليل أدعي أنني سأجد النهار يوما ما ..ماذا لو أن الليل لم يعد يسبقه ولا يليه النهار ..كيفما كانت البداية المهم أننا ابتدأنا ..
       توقف الزمن برهة ..فتحت ديوان الماضي وراجعت نفسي ..وجدت أني لم أعد أملك غير قلبي وفي جيوبي أخفي دمعي ..كلما وضعته براحتي ضاع مني ..أين أنا ؟ قلبي بقربي وذكرياتي هاهنا بيدي تخزني كما الأشواك ..فتحت الكتاب ..اقتلعت مني ذكرياتي نظرت إلى المستقبل ..كان كله ظلام ..كيف ابتدأت وكيف سأنتهي ..كيفما كانت البداية المهم أننا ابتدأنا ..
   كانت يدي بيدك ..عيوني بعيونك ..باتت الأيام  اليوم ترتسم في مقلتاي ..لا تتأملني لا تتأملها ..ستقرأ الحزن فيها والألم ..ستموت قبلها ..تعلم أني كيفما كان الألم سأمضي معك كيفما ابتدأنا وخطونا خطوتنا الأولى في الظلام سوف نمضي ..كيفما كانت البداية المهم أننا ابتدأنا ..
     كنا تلك الليلة وحدنا ..أنت وأنا  بلى كان القمر معنا وجموع النجوم ترقبنا نمسح بدموع بعضنا دموعنا ....نمزج الآه فينا بالأسى ..ندعي الابتسامة ..كيف الحياة غابت عنا دون أن ترحل بنا معا لا أنت وحدك ..كيفما تأخذنا المهم أن نكون معا ..كيفما كانت البداية كان لابد أن نصل إلى النهاية ..
     فجأة عم الظلام أجواء قلبي ..وسحبت فجأة يدك من يدي ..ومشيت ..مشيت تتسلل بك الحياة تحملك في راحتيها ..ظننت أنك سعود بعدها ..كما الشمس تغيب كل ليلة وتعدنا باللقاء كل يوم ..ظننت أن حرارة دموعك ستنطفئ وتنساب الأنهار على وجنتيك ..فرفعت يدي أودعك بها ..لم يهمني أمري تهمني أنت ..كيفما ابتدأت ..المهم أنك ابتدأت ..
    كنت حقا يائسة ..عندما نظرت إلى ترحل شيئا فشيئا دون أن أدري ..لكنك كنت تدري ..كنت تدري أنني لن أرحل معك ..كنت تدري أنني لن أراك ..لم أفهم أين ترحل ..لم تقل لي وداعا لم تطبع على جبيني كما ألفت قبلة تعدني بها بالأمان إلى أن تعود ..ألن تعود ؟؟؟ كنت تدري أنني وتظن أنني وتظن أنني سأبدأ من نهايتك ..عندما اخترت عنوة أن تنتهي من بدايتي كنت ترقبني كأن تقول أتركي الأحزان وامضي مع الأيام ..لا تلحقي بي واعلمي أنني سأنتظرك في الغد إلى حيث أمضي ..
لا لا أبي لا لن أمضي تعلم أني سأموت بعدك مادمت وحدي كيفما ابتدأت سوف أنتهي وأختار النهاية مادمت تنتهي ..كنت ترحل كنت تمضي دمعك يجري ويطبع خطوات دربي سأتبع الدمع وأمضي علني أجدك وسط حطام قلبي أو علني أجدك وسط الذكريات التي فرت مني..لم تعد ذكرياتي غير حزني وحزن حزني ..سأتبع الدمع وأمضي أينما تمضي سوف أمضي .لا تسلني كيف تعلم أينك مني.كنت بالأمس معي تمسح دمعي وتمضي معي كنت بالقلب معي أينما أرحل ترحل معي ..
آه أبي صرخت من جب عميق كله أحزان لما لم تسمعني لما لا تجيب أيهون عليك الدمع الذي على وجنتي لا لا يغيب ..
أبي ..الكلمة الخرساء التي ما عادت تسمع ولا تجيب ..هل مضيت دونا مني آه فقط لو انتظرت أن نمتطي صهوة الموت ونغيب معا ليس وحدك أو أنك انتظرت يوما أرحل فيه أنا قبلك لم يعد بوسعي الموت ولا الحياة ولا اي شيء تعبت أبي تعبت ..
لما رحلت ..وعدتني أنك ستبقى معي ..ألن تبقى أبي إلى جانبي لم يعد الأمر بيدي ولا بيدك ستمضي دونك أيامي تتجمد مشاعري من يذيبها ..يزيد بعدك شجوني لا تذرني أخاف الليل حين ينجلي أخاف الشمس حين تغيب أخاف أن ترحل الشمس ولن تعود ..وحدك من يفهمني بعدك من يفهمني أخاف أن أموت ولست معي ..لا تذرني انتظرني لا أريد البقاء وحدي من سيطفئ حرقة قلبي ..سأنتظرك ابي ..سأنتظرك ابي فارسا يمتطي صهوة الموت ...
ن.مريم نريمان
نشرت في جريدة الأطلس العدد 501

تجيكم في الصبر !!


       حدث مرة أن إحدى قريباتي كانت الأولى على دفعتها في إحدى التخصصات وكان من المفروض أن تحصل على منحة للدراسة في الخارج من الجامعة غير أن هذه الأخيرة تجاوزتها وقدمت المنحة للثانية على الدفعة وعندما ذهبت للسؤال عن حقها أجابها أحد المسؤولين المرموقين : "الدنيا حظوظ" وأذكر أنني قلت لها لحظتها لا تقلقي ربما هو أدرى لأنه أكبر منك وعليك أن تتعلمي منه من منطلق أن "لي فاتك بليلة فاتك بحيلة"، هذه قصة تذكرتها وأنا أعيش تصريحا جديدا علمني معنى "الصبر" في الجامعة  بعد أن التقيت بمفهوم الحظ قبل هذه المرة في نفس المكان، وأن تفهم مقاييسه ومحدداته في هذا المكان له طعم آخر صدقوني يختلف عن فهمه في مكان آخر سيما وأنه يتعلق بشخصيات لها وزن آخر ...ومنكم نتعلم ... دعوني أعلمكم الصبر على طريقتهم :
كنا في حالة يرثى لها بعد أن أدركنا بأننا أبناء قسم ليس لديه أي انتماء لأسرة إنه قسم الإعلام والاتصال في جامعتي الذي ولد بعد مخاض عسير في هذه المدينة الجامعية وكافح وناضل لأجل البقاء ونظم العديد من مسابقات الماجستير إلى أن وجد نفسه في مفترق الطرق بعد تقسيم جديد للكليات وبعد دخول نظام ال م د الذي ضم تخصص الإعلام والاتصال ضمن جذع مشرك علوم إنسانية، القصة بكل تفاصيلها لا تهم ولكن المهم فيها أن نجد أنفسنا نحن طلبة الماجستير الذين دخلنا العام الثالث بعد كثير من الصبر "على طريقتنا" معلقين بين كليتين وكل كلية تنفي انتماءنا لها ولا مجلس علمي يرضى بتمرير دراساتنا ضمن إحدى جلساته حتى نناقش مذكراتنا ، وكأي شباب يسعون للمطالبة بحقهم ذهبنا نجر خيباتنا وتساؤلاتنا إلى العديد من المسؤولين الذين لديهم علاقة مباشرة بموضوعنا وبمجرد جلوسنا في مكتبه الفخم –أحد المسؤولين في الجامعة" حتى بدأنا نتحدث عن الموضوع وعن المشكلة بحرارة وغضب شديدين وكلما رفع أحدنا نبرة صوته تدخل آخر لتعديلها على لانفقد فرصتنا الأخيرة في الانتماء إلى أسرة معينة ولكن المفاجأ أن رد هذا المسؤول كان بالحرف الواحد "تجيكم في الصبر"، في بداية الأمر استغربنا ظنا منا أن الصبر هذا كلية جديد في الجامعة ستدرس ملفاتنا وتمررها في مجلسها العلمي المقبل قبل أن نكتشف بأنها لعبة كلمات حاولت إعرابها مع زملائي ووصلنا إلى العديد من النتائج:

هل المقصود أن المجلس المنتظر سيأتي معه الصبر ولكن تلك ال "في" بين تجيكم وبين الصبر جعلتنا نتساءل عن محلها من الإعراب فهل يعقل أن تكون حرف جر سيجرنا إلى صبر جديد"على طريقتهم" لا أعتقد أننا سنقدر على تحمله هذا إن تحملنا هو، أم أن تجيكم هو ضمير مستتر تقديره تجيكم "الصدقة" في "أقوى لحظات" الصبر ونعتقد بأنها أقرب التفسيرات ذلك أن ما سيقوم به هذا الرائع إن قام به ووافق على دراسة ملفاتنا سيكون صدقة جارية على روح العلم والثقافة اللذين ذهبا إلى الأبد ولم يبق منهما إلاّ بعض الأثر والذكريات الجميلة، ماذا عساي اقول أصدقائي سوى تذكروا أن الكثير من القيم الجميلة نتعلمها من جامعتنا وتذكروا أن منطق الحظ ليس دائما واحدا وكذلك الصبر وأنصحكم أن "تذهبوا إلى الصبر بأقدامكم " لأنكم مهما انتظرتموه "باش يجيكم"  فلن يأتي ..

...................................يتبع
                             بعد أن ننهي رحلة الصبر سأخبركم بنهاية القصة :'(