مشاركتي في يوم التدوين الجزائري تحت شعار "لنبادر من أجل الجزائر.."
لم يعد يشغلني في هذه الأيام سوى موضوع واحد جعلني أعيش بين عالمين، بين حياتين وحتى بين قصتين تجتمعان معا في قلبي لكنهما تختلفان في طريقة الإحساس بكل منهما، وفي كليهما تمتزج تلك الروابط الجميلة بين مواطن ووطن..
الأولى: لا شيء يلفت انتباهي فيها سوى وجوه شباب يملأ الملل تقاسيم وجوههم لا شيء يهم شهادة معلقة على الجدار، أحلام طفل طموح شاب، وشيخوخة مبدع لم يجد من أين يبدأ، لا شيء يهم؛ في كل جلساتنا شكاوى، مع كل رشفة قهوة قصة شاب يضع جداول أعمال يومية : سأتحصل على الشهادة، سأحاول الحصول على عمل وربما قد تكون التجارة أفضل حل لبناء المستقبل، لكن من أين أبدأ؟ أريد أن أفتح مشروعا لابد لي من المشاركة في السكنات التساهمية ولكن ما يلبث حتى يجد نفسه يصطدم بواقع محبط فتنكسر كل الأحلام عند جدار الواسطة ليجد الشاب نفسه يحمل ورق مقوى يدعى شهادة بين يديه يحملق فيه بشدة ثم يفكر في حل فيه الكثير من المنطقية قليل من العقل فيصنع قاربا ورقيا بشهادته ويرسله عبر البحر يحمّله آماله طموحاته كل شيء حتى نفسه ويرحل بعد أن يقطع شرايين جفت في انتظار التفاتة من قلب يدعى وطن.. حتى تبعث فيه الحياة من جديد ..لا شيء يهم ..لا الحياة..لا العمل لا الأهل مادام الوقت يمر والحياة تنقضي وبيدنا يمكننا صناعة قشة ننقذ بها إحساسنا القوي بوجود وطن لأجلنا وبوجودنا لأجل وطن ..إنها الأولى: مواطن بدون وطن !!
أما الثانية:فأرض طيبة. جراح ماض تئن ومفارقات غريبة؛ تفعل أنت هذا وأفعل أنا هذا لاشيء يهم، أحيي أنا فتقتل أنت وتحيي أنت فأقتل أنا وإذا ما كبر الخطأ نظرنا إلى أعلى الهرم وقلنا "نريد التغيير" شباب تركوا الأهم وبدأوا يلاحقون تفاهات الأمة فلا شيء يهم ..صورة سيئة عن وطن ..شباب أخذتهم العولمة في ركبها ولا حياة لمن تنادي ..وطن ينادي وشباب منشغلون بالبحث عن السبب وينادون بالتغيير إنها الثانية: وطن بدون مواطن !!
كانت جدتي تقول لي بأننا جيل ضعيف نملك كل شيء ولا نفعل شيئا تقول بأننا جيل أناني كل يملأ تفكيرة طريقة الصعود إلى القمة وحده فقط والبقية فليذهبوا إلى الجحيم، ..تقول جدتي أنهم كانوا بالأمس يدا واحدة تصنع وطنا وبأننا اليوم أيادي متفرقة كل يصنع "أنا"..
كانوا يملكون الواقع وفقط وحده الواقع ومنه يبدأ التغيير ونحن نملك واقعا وافتراضا والإفتراض يصنع التغيير وينقله إلى الواقع ..
ترددت الأصوات تنادي بالتغيير وكلما سمعت النداء كلما تساءلت هل نبحث عن وطن أو نبحث عن مواطن ووطنية ضائعة؟ الحل يبدأ من الإجابة عن هذا السؤال ..هل المواطن من يصنع الوطن أو الوطن من يصنع المواطن ؟
فايسبوكيا.. نلتقي في افتراض جميل الكثير من الأحلام تملأ جدران العالم نلتقي كلنا ونقرأ كلنا أحلامنا وأحلام غيرنا، نثرثر في الجميل وفي المحزن يقولون أنه من هنا يبدأ التغيير ..هنا يمكنني أن أحدثك عن خطة جميلة أبدأ منها حياتي وتحدثني عن خطتك، هنا نجسد واقعا ونقترح حلولا..
جلست للحظات أفكر في موضوع " لنبادر من أجل الجزائر" طبعا لا أعتقد بأننا سنفكر في نشر عدد من الأفكار للخروج إلى الشارع ولا يمكن أن نلقى بالمسؤولية كلها على عاتق سلطة وحكومة ..أما نحن فكل ما نفعله مغفور وكل ما نفعله صواب ..هناك فرق بين أن يكون لدينا مواطن وليس لدينا وطن وبين أن يكون لدينا وطن ولكن بدون مواطن ..إن ما أفكر فيه هو أن ننطلق من إحساسنا المثالي بالجزائر التي تسكن في دواخلنا ونبدأ في ثورة ضد أنفسنا ثورة فكرية كل يغير ما بنفسه و "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ"
لنبادر من أجل الجزائر ولنكن جزائريين بحق ثقافة وعلما وأخلاقا ومسؤولية ولنفهم معا معنى التغيير، المشكل ليس بطالة فقط والمشكل ليس من الأعلى فقط بعض المشاكل نحن السبب في انتشارها ومنا فقط يبدأ التغيير ..من الأسفل وصولا إلى القمة.
بناء أسرة تحرص على التنشئة الإجتماعية والدينية الصحيحة وتحرص على تشكيل الأخلاق والسلوك يغير الكثير "أن نصنع رجالا"..الحرص على إنتاج جيل يقرأ من شأنه أن يغير الكثير ..لنمتطي قاربا واحدا يأخذنا إلى الافتراض "أليست الشبكات الإجتماعية مهد التغيير كما يقولون!" فلنناقش معا كل ما يهمنا ويهم الوطن ..
دعونا نزرع أفكارا نبدأ ثورات فكرية ننطلق مني ومنك من أسرتي وأسرتك من مدينتي ومدينتك، لنا الاختيار إما أن نلقن أفكارنا وحماسة بناء الوطن التي تملأنا الشهادتين ونواريها الثرى أو أن نزرع هنا بذرة التغيير في الإفتراض ونحصدها في الواقع أن نفهم معنى التغيير لنصنع الحياة التي نشتهي؛ أن نصنع المواطن ونحس الوطنية قبل أن نصنع الوطن ..لنبدأ معا حملة صناعة مواطن ووطن !!
ن.مريم نريمان
إذا أعجبيتك المقالة يمكنك التصويت من هنــا
لم يعد يشغلني في هذه الأيام سوى موضوع واحد جعلني أعيش بين عالمين، بين حياتين وحتى بين قصتين تجتمعان معا في قلبي لكنهما تختلفان في طريقة الإحساس بكل منهما، وفي كليهما تمتزج تلك الروابط الجميلة بين مواطن ووطن..
الأولى: لا شيء يلفت انتباهي فيها سوى وجوه شباب يملأ الملل تقاسيم وجوههم لا شيء يهم شهادة معلقة على الجدار، أحلام طفل طموح شاب، وشيخوخة مبدع لم يجد من أين يبدأ، لا شيء يهم؛ في كل جلساتنا شكاوى، مع كل رشفة قهوة قصة شاب يضع جداول أعمال يومية : سأتحصل على الشهادة، سأحاول الحصول على عمل وربما قد تكون التجارة أفضل حل لبناء المستقبل، لكن من أين أبدأ؟ أريد أن أفتح مشروعا لابد لي من المشاركة في السكنات التساهمية ولكن ما يلبث حتى يجد نفسه يصطدم بواقع محبط فتنكسر كل الأحلام عند جدار الواسطة ليجد الشاب نفسه يحمل ورق مقوى يدعى شهادة بين يديه يحملق فيه بشدة ثم يفكر في حل فيه الكثير من المنطقية قليل من العقل فيصنع قاربا ورقيا بشهادته ويرسله عبر البحر يحمّله آماله طموحاته كل شيء حتى نفسه ويرحل بعد أن يقطع شرايين جفت في انتظار التفاتة من قلب يدعى وطن.. حتى تبعث فيه الحياة من جديد ..لا شيء يهم ..لا الحياة..لا العمل لا الأهل مادام الوقت يمر والحياة تنقضي وبيدنا يمكننا صناعة قشة ننقذ بها إحساسنا القوي بوجود وطن لأجلنا وبوجودنا لأجل وطن ..إنها الأولى: مواطن بدون وطن !!
أما الثانية:فأرض طيبة. جراح ماض تئن ومفارقات غريبة؛ تفعل أنت هذا وأفعل أنا هذا لاشيء يهم، أحيي أنا فتقتل أنت وتحيي أنت فأقتل أنا وإذا ما كبر الخطأ نظرنا إلى أعلى الهرم وقلنا "نريد التغيير" شباب تركوا الأهم وبدأوا يلاحقون تفاهات الأمة فلا شيء يهم ..صورة سيئة عن وطن ..شباب أخذتهم العولمة في ركبها ولا حياة لمن تنادي ..وطن ينادي وشباب منشغلون بالبحث عن السبب وينادون بالتغيير إنها الثانية: وطن بدون مواطن !!
كانت جدتي تقول لي بأننا جيل ضعيف نملك كل شيء ولا نفعل شيئا تقول بأننا جيل أناني كل يملأ تفكيرة طريقة الصعود إلى القمة وحده فقط والبقية فليذهبوا إلى الجحيم، ..تقول جدتي أنهم كانوا بالأمس يدا واحدة تصنع وطنا وبأننا اليوم أيادي متفرقة كل يصنع "أنا"..
كانوا يملكون الواقع وفقط وحده الواقع ومنه يبدأ التغيير ونحن نملك واقعا وافتراضا والإفتراض يصنع التغيير وينقله إلى الواقع ..
ترددت الأصوات تنادي بالتغيير وكلما سمعت النداء كلما تساءلت هل نبحث عن وطن أو نبحث عن مواطن ووطنية ضائعة؟ الحل يبدأ من الإجابة عن هذا السؤال ..هل المواطن من يصنع الوطن أو الوطن من يصنع المواطن ؟
فايسبوكيا.. نلتقي في افتراض جميل الكثير من الأحلام تملأ جدران العالم نلتقي كلنا ونقرأ كلنا أحلامنا وأحلام غيرنا، نثرثر في الجميل وفي المحزن يقولون أنه من هنا يبدأ التغيير ..هنا يمكنني أن أحدثك عن خطة جميلة أبدأ منها حياتي وتحدثني عن خطتك، هنا نجسد واقعا ونقترح حلولا..
جلست للحظات أفكر في موضوع " لنبادر من أجل الجزائر" طبعا لا أعتقد بأننا سنفكر في نشر عدد من الأفكار للخروج إلى الشارع ولا يمكن أن نلقى بالمسؤولية كلها على عاتق سلطة وحكومة ..أما نحن فكل ما نفعله مغفور وكل ما نفعله صواب ..هناك فرق بين أن يكون لدينا مواطن وليس لدينا وطن وبين أن يكون لدينا وطن ولكن بدون مواطن ..إن ما أفكر فيه هو أن ننطلق من إحساسنا المثالي بالجزائر التي تسكن في دواخلنا ونبدأ في ثورة ضد أنفسنا ثورة فكرية كل يغير ما بنفسه و "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ"
لنبادر من أجل الجزائر ولنكن جزائريين بحق ثقافة وعلما وأخلاقا ومسؤولية ولنفهم معا معنى التغيير، المشكل ليس بطالة فقط والمشكل ليس من الأعلى فقط بعض المشاكل نحن السبب في انتشارها ومنا فقط يبدأ التغيير ..من الأسفل وصولا إلى القمة.
بناء أسرة تحرص على التنشئة الإجتماعية والدينية الصحيحة وتحرص على تشكيل الأخلاق والسلوك يغير الكثير "أن نصنع رجالا"..الحرص على إنتاج جيل يقرأ من شأنه أن يغير الكثير ..لنمتطي قاربا واحدا يأخذنا إلى الافتراض "أليست الشبكات الإجتماعية مهد التغيير كما يقولون!" فلنناقش معا كل ما يهمنا ويهم الوطن ..
دعونا نزرع أفكارا نبدأ ثورات فكرية ننطلق مني ومنك من أسرتي وأسرتك من مدينتي ومدينتك، لنا الاختيار إما أن نلقن أفكارنا وحماسة بناء الوطن التي تملأنا الشهادتين ونواريها الثرى أو أن نزرع هنا بذرة التغيير في الإفتراض ونحصدها في الواقع أن نفهم معنى التغيير لنصنع الحياة التي نشتهي؛ أن نصنع المواطن ونحس الوطنية قبل أن نصنع الوطن ..لنبدأ معا حملة صناعة مواطن ووطن !!
ن.مريم نريمان
إذا أعجبيتك المقالة يمكنك التصويت من هنــا