عن ذاكرة المكان والأشياء !


لم أكن لحظتها أسير في طريق عادي كانت مدينة مفعمة بالحياة ليس بعدد السواح القادمين من كل مكان؛ بل بحجم الروح التي تملأ المكان كم شخصا عاش هنا وكم قصة شهدت كل زاوية منها، كم رجلا ساهم بنحت هذه الجبال وكم طفلا ركض هنا في هذا المكان ..كم اعترافا وكم من دمعة ذرفت في هذه الزاوية.. وكم من ضحكات تعالت هنا وهناك؟!
هذا ما تفعله بي الأماكن الاثرية عندما أزورها وهذا ما فعلته بي البتراء ...ونفس المشاعر ولحظات التأمل تنتابني أمام المقتنيات الأثرية التي رحلت عبر الأزمان لتأتي إلينا وأنا أحملها بين يدي أو أتأملها.. العديد من القصص تتوالى على ذاكرتي ...ماذا لو تكلمت هذه الأماكن أو هذه الأشياء كم قصة ستحكي ؟

إن القصة مرتبطة بفكرة أن الأشياء التي تجالسنا اليوم تعيش معنا كل اللحظات تلك المزهرية الموضوعة في ذلك الركن، ذلك الكرسي، تلك القطعة النحاسية وحتى تلك الدمية ؟؟ إنها تحمل ذاكرة مرتبطة بذاكرتنا تحمل الكثير من القصص والعديد من الكلمات وتحفظ الكثير من الوجوه وكلما عدنا لنجلس إلى ذواتنا نتأملها فتفيض القصص بداخلنا والتي كانت هذه الأشياء شاهدة عليها دون غيرها !