تجيكم في الصبر !!


       حدث مرة أن إحدى قريباتي كانت الأولى على دفعتها في إحدى التخصصات وكان من المفروض أن تحصل على منحة للدراسة في الخارج من الجامعة غير أن هذه الأخيرة تجاوزتها وقدمت المنحة للثانية على الدفعة وعندما ذهبت للسؤال عن حقها أجابها أحد المسؤولين المرموقين : "الدنيا حظوظ" وأذكر أنني قلت لها لحظتها لا تقلقي ربما هو أدرى لأنه أكبر منك وعليك أن تتعلمي منه من منطلق أن "لي فاتك بليلة فاتك بحيلة"، هذه قصة تذكرتها وأنا أعيش تصريحا جديدا علمني معنى "الصبر" في الجامعة  بعد أن التقيت بمفهوم الحظ قبل هذه المرة في نفس المكان، وأن تفهم مقاييسه ومحدداته في هذا المكان له طعم آخر صدقوني يختلف عن فهمه في مكان آخر سيما وأنه يتعلق بشخصيات لها وزن آخر ...ومنكم نتعلم ... دعوني أعلمكم الصبر على طريقتهم :
كنا في حالة يرثى لها بعد أن أدركنا بأننا أبناء قسم ليس لديه أي انتماء لأسرة إنه قسم الإعلام والاتصال في جامعتي الذي ولد بعد مخاض عسير في هذه المدينة الجامعية وكافح وناضل لأجل البقاء ونظم العديد من مسابقات الماجستير إلى أن وجد نفسه في مفترق الطرق بعد تقسيم جديد للكليات وبعد دخول نظام ال م د الذي ضم تخصص الإعلام والاتصال ضمن جذع مشرك علوم إنسانية، القصة بكل تفاصيلها لا تهم ولكن المهم فيها أن نجد أنفسنا نحن طلبة الماجستير الذين دخلنا العام الثالث بعد كثير من الصبر "على طريقتنا" معلقين بين كليتين وكل كلية تنفي انتماءنا لها ولا مجلس علمي يرضى بتمرير دراساتنا ضمن إحدى جلساته حتى نناقش مذكراتنا ، وكأي شباب يسعون للمطالبة بحقهم ذهبنا نجر خيباتنا وتساؤلاتنا إلى العديد من المسؤولين الذين لديهم علاقة مباشرة بموضوعنا وبمجرد جلوسنا في مكتبه الفخم –أحد المسؤولين في الجامعة" حتى بدأنا نتحدث عن الموضوع وعن المشكلة بحرارة وغضب شديدين وكلما رفع أحدنا نبرة صوته تدخل آخر لتعديلها على لانفقد فرصتنا الأخيرة في الانتماء إلى أسرة معينة ولكن المفاجأ أن رد هذا المسؤول كان بالحرف الواحد "تجيكم في الصبر"، في بداية الأمر استغربنا ظنا منا أن الصبر هذا كلية جديد في الجامعة ستدرس ملفاتنا وتمررها في مجلسها العلمي المقبل قبل أن نكتشف بأنها لعبة كلمات حاولت إعرابها مع زملائي ووصلنا إلى العديد من النتائج:

هل المقصود أن المجلس المنتظر سيأتي معه الصبر ولكن تلك ال "في" بين تجيكم وبين الصبر جعلتنا نتساءل عن محلها من الإعراب فهل يعقل أن تكون حرف جر سيجرنا إلى صبر جديد"على طريقتهم" لا أعتقد أننا سنقدر على تحمله هذا إن تحملنا هو، أم أن تجيكم هو ضمير مستتر تقديره تجيكم "الصدقة" في "أقوى لحظات" الصبر ونعتقد بأنها أقرب التفسيرات ذلك أن ما سيقوم به هذا الرائع إن قام به ووافق على دراسة ملفاتنا سيكون صدقة جارية على روح العلم والثقافة اللذين ذهبا إلى الأبد ولم يبق منهما إلاّ بعض الأثر والذكريات الجميلة، ماذا عساي اقول أصدقائي سوى تذكروا أن الكثير من القيم الجميلة نتعلمها من جامعتنا وتذكروا أن منطق الحظ ليس دائما واحدا وكذلك الصبر وأنصحكم أن "تذهبوا إلى الصبر بأقدامكم " لأنكم مهما انتظرتموه "باش يجيكم"  فلن يأتي ..

...................................يتبع
                             بعد أن ننهي رحلة الصبر سأخبركم بنهاية القصة :'(

0 التعليقات:

إرسال تعليق