فارس يمتطي صهوة الموت ..!!

  هي الكلمات تفر من شفتي حين أحتاجها وتستكين في قلبي فيحملها ...دون أن أحس انساب الدمع على وجنتي دون أن أدري لما رحلت ..وتركتني أجالس الوحدة في صمت، بت أخاف الموت بل أكره الموت لأنه سرقك مني ..
رسالة إليك أبي ...
كيفما كانت البداية ابتدأنا ...بدمعة بابتسامة ..أو بخطوة..كيفما كانت الخطوة ..المهم أننا تقدمنا ..
   كنت أجلس ..كنت قربي ..ندعي أن الحياة قد صادقتنا..قد أسعدتنا ...ندعي أن القلب كيفما جرح سنبقيه حيا ..ربما حزن القدر..ربما عالم العيون الأزرقي لم يعد يفصل بين شجن عيوني وعيونك ..بت روحي بت قلبك ..ربما شخصنا بات الحزن ذاته ..ربما وأنا أمتطي صهوة الليل أدعي أنني سأجد النهار يوما ما ..ماذا لو أن الليل لم يعد يسبقه ولا يليه النهار ..كيفما كانت البداية المهم أننا ابتدأنا ..
       توقف الزمن برهة ..فتحت ديوان الماضي وراجعت نفسي ..وجدت أني لم أعد أملك غير قلبي وفي جيوبي أخفي دمعي ..كلما وضعته براحتي ضاع مني ..أين أنا ؟ قلبي بقربي وذكرياتي هاهنا بيدي تخزني كما الأشواك ..فتحت الكتاب ..اقتلعت مني ذكرياتي نظرت إلى المستقبل ..كان كله ظلام ..كيف ابتدأت وكيف سأنتهي ..كيفما كانت البداية المهم أننا ابتدأنا ..
   كانت يدي بيدك ..عيوني بعيونك ..باتت الأيام  اليوم ترتسم في مقلتاي ..لا تتأملني لا تتأملها ..ستقرأ الحزن فيها والألم ..ستموت قبلها ..تعلم أني كيفما كان الألم سأمضي معك كيفما ابتدأنا وخطونا خطوتنا الأولى في الظلام سوف نمضي ..كيفما كانت البداية المهم أننا ابتدأنا ..
     كنا تلك الليلة وحدنا ..أنت وأنا  بلى كان القمر معنا وجموع النجوم ترقبنا نمسح بدموع بعضنا دموعنا ....نمزج الآه فينا بالأسى ..ندعي الابتسامة ..كيف الحياة غابت عنا دون أن ترحل بنا معا لا أنت وحدك ..كيفما تأخذنا المهم أن نكون معا ..كيفما كانت البداية كان لابد أن نصل إلى النهاية ..
     فجأة عم الظلام أجواء قلبي ..وسحبت فجأة يدك من يدي ..ومشيت ..مشيت تتسلل بك الحياة تحملك في راحتيها ..ظننت أنك سعود بعدها ..كما الشمس تغيب كل ليلة وتعدنا باللقاء كل يوم ..ظننت أن حرارة دموعك ستنطفئ وتنساب الأنهار على وجنتيك ..فرفعت يدي أودعك بها ..لم يهمني أمري تهمني أنت ..كيفما ابتدأت ..المهم أنك ابتدأت ..
    كنت حقا يائسة ..عندما نظرت إلى ترحل شيئا فشيئا دون أن أدري ..لكنك كنت تدري ..كنت تدري أنني لن أرحل معك ..كنت تدري أنني لن أراك ..لم أفهم أين ترحل ..لم تقل لي وداعا لم تطبع على جبيني كما ألفت قبلة تعدني بها بالأمان إلى أن تعود ..ألن تعود ؟؟؟ كنت تدري أنني وتظن أنني وتظن أنني سأبدأ من نهايتك ..عندما اخترت عنوة أن تنتهي من بدايتي كنت ترقبني كأن تقول أتركي الأحزان وامضي مع الأيام ..لا تلحقي بي واعلمي أنني سأنتظرك في الغد إلى حيث أمضي ..
لا لا أبي لا لن أمضي تعلم أني سأموت بعدك مادمت وحدي كيفما ابتدأت سوف أنتهي وأختار النهاية مادمت تنتهي ..كنت ترحل كنت تمضي دمعك يجري ويطبع خطوات دربي سأتبع الدمع وأمضي علني أجدك وسط حطام قلبي أو علني أجدك وسط الذكريات التي فرت مني..لم تعد ذكرياتي غير حزني وحزن حزني ..سأتبع الدمع وأمضي أينما تمضي سوف أمضي .لا تسلني كيف تعلم أينك مني.كنت بالأمس معي تمسح دمعي وتمضي معي كنت بالقلب معي أينما أرحل ترحل معي ..
آه أبي صرخت من جب عميق كله أحزان لما لم تسمعني لما لا تجيب أيهون عليك الدمع الذي على وجنتي لا لا يغيب ..
أبي ..الكلمة الخرساء التي ما عادت تسمع ولا تجيب ..هل مضيت دونا مني آه فقط لو انتظرت أن نمتطي صهوة الموت ونغيب معا ليس وحدك أو أنك انتظرت يوما أرحل فيه أنا قبلك لم يعد بوسعي الموت ولا الحياة ولا اي شيء تعبت أبي تعبت ..
لما رحلت ..وعدتني أنك ستبقى معي ..ألن تبقى أبي إلى جانبي لم يعد الأمر بيدي ولا بيدك ستمضي دونك أيامي تتجمد مشاعري من يذيبها ..يزيد بعدك شجوني لا تذرني أخاف الليل حين ينجلي أخاف الشمس حين تغيب أخاف أن ترحل الشمس ولن تعود ..وحدك من يفهمني بعدك من يفهمني أخاف أن أموت ولست معي ..لا تذرني انتظرني لا أريد البقاء وحدي من سيطفئ حرقة قلبي ..سأنتظرك ابي ..سأنتظرك ابي فارسا يمتطي صهوة الموت ...
ن.مريم نريمان
نشرت في جريدة الأطلس العدد 501

4 التعليقات:

إرسال تعليق